ماهية وخطوات عملية تحسين الأداء
مفهوم تحسين الأداء
مقدمة:
أصبح من الواضح أن سمة الاقتصاد الحالي التقلب المستمر والأمور غير المتوقعة، وأن ما نواجهه من تحديات وصعوبات الآن أكثر بكثير مما كانت عليه بالسابق، وأصبح النجاح غير مضمون إلا بكثير من العمل و الحاجة إلى مهارات إبداعية وغير عادية.و من متطلبات الإبداع أن يتم استخدام كل العناصر المتاحة الاستخدام الأمثل لتحقيق الاستفادة القصوى و المنافسة القوية.
و من أهم مفاهيم العصر الحالي أن المنافسة القوية والإبداع لا ينتج من استخدام الآلات و الأجهزة الحديثة والمتقدمة و محاولة تقليل النفقات و إنما باستخدام أهم مصدر على الإطلاق وهو : الأشخاص، الموظفون ، العاملون، .....
و اصبح يحكم على المؤسسة بمدى نجاحها على قدرات موظفيها وكفاءاتهم و حسن أدائهم لأعمالهم.
مظاهر ضعف الأداء
يوجد عدد من المظاهر الدالة على وجود ضعف في الأداء ، وهذه المظاهر يجب أن تسترعي الانتباه لمحاولة علاجها. و فيما يلي بعض من هذه المظاهر :
- الإنتاجية الضعيفة و النوعية الغير جيدة في العمل
- عدم إنهاء الأعمال في الوقت المحدد.
- الصدام المستمر مع الإدارة و الموظفين ، وخاصة الجدد.
- اختلاف الأسلوب في أداء الأعمال
- عدم الانسجام مع ثقافة المؤسسة السائدة ومع الأفراد.
- فقدان الحافزية و ازدياد حالة اللامبالاة لدى العاملين.
- تجنب و فقدان روح المخاطرة و التأخير في اتخاذ القرارات.
- عدم وجود الرغبة أو المجال في النمو والتطور الوظيفي.
هذه الأمور وغيرها تؤدي إلى ضعف في الأداء لدى الموظفين وتقود إلى مشاكل معقدة ويصعب حلها و علاجها ،خاصة إذا تركت لفترة طويلة .
لذا يجب البحث عن السلوك الإيجابي وتعزيزه وتقويته و الحد من الأسلوب السلبي والمسيء للأداء وإذا كانت لديك أحد هذه المظاهر يجب أن تبحث بعمق عن أسبابها ، فكما سيتم شرحه لاحقا أن الأعراض هي دليل على وجود مشاكل أخرى ، بالتحليل يمكن معرفتها بدقة و بالتالي محاولة التخلص منها.
حتى نحسن استثمار الأفراد و تحسين أدائهم يجب أن تتوافر الأمور التالية :
- وعي و إدراك الإدارة العليا لأهمية الموضوع.
- التزام الإدارة العليا بما يتطلبه تحسين الأداء من إجراءات.
- القيام بالبرامج التدريبية المستمرة والمتخصصة.
- إدارة القوى البشرية بكفاءة و على أسس مناسبة.
- تقييم أداء الموظفين بشكل مستمر.
الفائدة الاقتصادية من تحسين الأداء
تكمن الفائدة الاقتصادية من تحسين الأداء من خلال عدة أمور أهمها :
- في عالم أصبحت ندرة الموارد هي الشيء الطبيعي ووفرتها هي الشيء الصعب ، فمن الأولى التخطيط لحسن استغلال هذه الموارد المتاحة لنا ، و الاستفادة منها بالطريقة المثلى و بالطاقة القصوى للحصول على افضل النتائج الممكنة.
- و ندرة الموارد تعني أيضا ندرة الموارد البشرية الكفؤة و المؤهلة لذا العنصر البشري يمكن اعتباره استثمار بحسن توجيهه و حسن استخدامه يؤدي إلى أرباح مادية كبيرة.
- يؤدي تحسين الأداء كما نريده بالمفهوم الشامل ابتداءً من اختيار وتعيين الموظفين و الوصف الوظيفي الملائم الذي على أساسه يتم الاختيار ، يؤدي هذا إلى توفير في التكلفة المادية على الشركة أو المؤسسة في حسن اختيار موظفيها.
- تحسين الأداء يحاول صقل وتجديد مهارات العاملين الحاليين، (أو أحيانا الجدد) وهذا يؤدي إلى تركيز الجهود على الموظفين المتواجدين ضمن المؤسسة الذي يعملون فيها ، فيكون حجم ومقدار استفادتهم من الخبرات التي تم تعلمها و الاستفادة منها كبيرة يمكن توظيفها بشكل مباشر في العمل.
- تحسين الأداء يعمل على إكساب الموظفين و العاملين مهارات جديدة على اختلاف مستوياتهم ، إن العالم اليوم لم يعد يعتمد على أحادية التخصص ، لذا يجب على الموظف الذي يرغب بأن يستمر ويبدع في عمله أن يبحث دائما عن التطور و تحسين مهاراته حتى يستطيع المنافسة ، كما أن أمور التدريب و اكتساب المهارات لم يعد شيء صعب بل على العكس ، هناك أبواب كثيرة مفتوحة تنتظر من يطرقها ويدخلها.
- إعطاء الفرص للأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ في إكمال تعليمهم الجامعي أو المتوسط ولكن بالتحاقهم بعدة دورات تدريبية تؤدي إلى اكتسابهم مهارات كبيرة (خاصة أن المعاهد التي تقوم بإعطاء مختلف الدورات قد ازدادت و تنوعت مما يعطي فرصة لمن فاتهم نصيبهم من التعليم المنتظم للتعلم) . مما يؤدي إلى أن يكون معظم فئات المجتمع منتجا و بالتالي الاستفادة القصوى من طاقات معظم الأفراد.
و هذا الموظف الذي عمل جاهدا على نفسه و على تطوير مهاراته قد تكون كفاءته أكبر من شخص لديه شهادة جامعية و لكن توقف عند تلك النقطة. لذا فإنها تخلق منافسة بين الموظفين أنفسهم في محاولتهم للحصول على وظيفة مناسبة أو التدرج في سلم الوظائف و اختبار مهاراتهم. و تؤدي إلى تنافس على أداء عمل جيد بنوعية متميزة و بالتالي تحسين الأداء.
كما أنه عندما تقوم بتطوير أداء الموظفين العاملين لديك فهذا سيساعدك على اختيار و اختبار الطريقة التي استخدمتها لتطوير وتحسين أدائهم ، مما يمكنهم التسهيل في عملية اختيار ما يلائم ظروف الشركة والتركيز عليها و يساهمون من خلال خبراتهم العملية في الشركة أو المؤسسة بملاحظاتهم عن جدوى وفعالية هذه البرامج و مدى ملاءمتها للشركة و بالتالي إجراء التعديلات و الإضافات الملائمة.
تحسين الأداء يعمل على جعل الشركة مواكبة لآخر المستجدات والتطورات في مجال عملها من خلال تطوير وتحديث كفاءة موظفيها ، مما ينعكس إيجابا على الشركة أو المؤسسة وأدائها و ربحيتها.
تحسين الأداء يعمل على تقليل التكلفة والنفقات من خلال معرفة الطريقة المثلى والأفضل في العمل مما يقلل من التكلفة وزيادة الكفاءة والفعالية في العمل.
تحسين الأداء يعمل على توفير الوقت المهدور والمبذول في نشاطات غير إنتاجية ، ويؤدي إلى توفيره للقيام بأعمال أكثر أهمية.
تحسين وتطوير الأداء هو استثمار في الرأسمال البشري الذي لا يقل أهمية عن المال وغيره من الموارد.
من المستفيد من عملية تحسين الأداء ؟
من الواضح مما سبق ذكره أن المستفيدون من عملية تحسين الأداء هي الشركة أو المؤسسة بالدرجة الأولى ، والإدارة العليا والعاملين. لذا يجب الاهتمام بعملية تحسين الأداء على أعلى مستوى.
و يمكن بالإضافة إلى ما سبق اعتبار هذه الأمور من فوائد تحسين الأداء :
- تساعد في معرفة الفجوة الحاصلة في الأداء و كيفية معالجتها.
- تساعد في تصميم وتطوير الخطط الاستراتيجية القائمة.
- تساعد في رسم خط واضح للمؤسسة (خارطة للطريق road map )
- تعمل على توفير و تكوين وعي للموظفين بأهمية تطوير وتحسين الأداء وبما سيحصلون عليه من فوائد.
- تعمل على اكتشاف الطريقة المثلى في العمل.
لا يوجد حالياً أي تعليق