لقد استحوذ موضوع الادارة المدرسية الناجحة والفاعلة على اهتمام الباحثين في الشأن التربوي وسائر المهتمين من أولياء أمور واصحاب مدارس ومسؤولين حكوميين في دول عديدة، لا سيما منذ بداية القرن الواحد والعشرين.
ويتفق كثير من الباحثين التربويين العالميين على صفات ريادية ينبغي ان يتحلى بها مدير المدرسة الناجح، وهي تقع في سبع ميادين:
1- الميدان التدريسي، حيث يتمتع المدير الناجح بالمعرفة العميقة بشؤون التدريس والتعليم بما فيها طرق التدريس الحديثة التي تعنى بحل المشاكل وبناء المعرفة لدى الطالب. ويتميز كذلك بقدرة عالية على تقويم الأداء التدريسي للمدرسين وفق معايير معتمدة وعلى تشجيعهم على إتقان عملهم وتطوير كفاءاتهم ويوفر لهم الموارد التعليمية الجيدة وصولاً الى تحقيق رسالة المدرسة واهدافها التعليمية المعلنة .
2- الميدان الثقافي، حيث يلعب المدير الناجح دوراً رئيسياً في ابراز هوية المدرسة الثقافية التي تتواءم مع احترام تاريخ وتقاليد المجتمع الذي ينتمي اليه الطلبة. فهو العارف بخصوصيات هذا المجتمع وسبل الاستفادة من ميزاته الحضارية لتحقيق تعليم نوعي. وأرى ان يتعلم مدير المدرسة الناجح في السلطنة من معلم عمان وباني نهضتها الحديثة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه الذي حافظ على هوية عمان العربية الاسلامية في سياساته وقراراته ومكرماته السامية.
3- الميدان الاداري، حيث يمتلك المدير الناجح المهارات المناسبة التي تؤهله للإشراف على مختلف الشؤون الادارية والمالية لاسيما وضع الموازنة ومتابعة تنفيذها ، صيانة المرافق وتطويرها، جدولة العمل اليومي، تأمين الأمن والسلامة في حرم المدرسة، العناية بمسائل النقل، والمحافظة على التجهيزات والموارد والقيام بتحديثها وتجديدها.
4- ميدان ادارة الموارد البشرية، حيث يتحمل مدير المدرسة الناجح مسؤولية التوظيف والترقية والصرف والتدريب والتأهيل للمدرسين والموظفين الاداريين، وذلك بصورة منظمة ووفق لوائح وانظمة عادلة ومعروفة للمعنيين، كما يعمل على تنمية قدراتهم الاشرافية وتأمين فرص تطويرهم المهني. وهو يشرف على وضع الخطط اللازمة لتحفيز العاملين في المدرسة وخلق البيئة التعلمية المناسبة التي تتيح للموظف والمدرس فرص العمل الابداعي في جو من الأمن والأمان الوظيفي والعلاقات الانسانية الحسنة.
5- الميدان الاستراتيجي، حيث يسعى مدير المدرسة الناجح لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لمؤسسته وذلك بإبراز رؤيتها ورسالتها التعليمية وأهدافها العريضة، ويثابر في عمل متواصل لوضع السبل المناسبة لتحقيق هذه الرسالة والاهداف . والمدير المميز قادر على ترجمة الأفكار والنظريات والرؤى إلى واقع ملموس، وهو يضـــع نصب عينيه دائماً السير قدماً لتحقيق مستقبل أفضل لمدرسته في إطار الخطة الاسـتراتيجية المعتمدة.
6- ميدان العلاقات الانسانية والسمات الشخصية، حيث يتحلى مدير المدرسة الناجح بالقدرة المميزة على التواصل شفوياً وكتابياً مع الناس داخل وخارج مؤسسته، فالفعالية في الادارة تتطلب مهارة في نسج علاقات ناجحة مع المدرسين والطلاب والأهل وفعاليات المجتمع المدني، كما تستدعي مهارة في الدفاع عن مصالح المدرسة والنجاح في اجتذاب صفوة الطلاب. والمدير المميز يتمتع بالأخلاق الحميدة مقتدياً برسول الله (ص) الذي مدحه رب العالمين بقوله "وإنك لعلى خلق عظيم". وهو الى ذلك ماهر في حل النزاعات التي تنشأ بين مؤسسته وغيرها من الأطراف الخارجية كذلك تلك التي تنشب بين الأفراد والجماعات داخل المؤسسة.
7- ميدان التركيز على الطلاب لأن الطلاب هم الفئة المستهدفة من العملية التعليمية، فمدير المدرسة الناجح يكافئ الطلاب المتفوقين ويبرز انجازاتهم وتميزهم أمام الملأ، كما يرعى الطلاب المتعثرين دراسياً بعناية خاصة ويكافئ كل محاولة تطور لديهم كي يتجاوزوا مواطن ضعفهم وينضموا الى ركب أقرانهم وصولاً الى تجسيد صورة عامة مشرقة للمدرسة. والمدير المميز قريب من الطلاب ومحبب اليهم كالوالد الحنون الذي يخلق بيئة اجتماعية آمنة تسودها الألفة والمحبة والتعاضد حيث يدرك الطلاب حقوقهم وواجباتهم ويعملوا لتحقيق رسالة المدرسة.
لا يوجد حالياً أي تعليق