مشاكل السلوك لدى الأطفال
ما هو الطبيعي ---- وغير الطبيعي؟
الطفل كائن حي أعطاه الله الكثير من السلوكيات النافعة والضارة، ذكي وحساس يستخدم أحاسيسه للتعامل مع الآخرين من حوله، ولكل مرحلة عمرية سلوكياتها الخاصة، ومن خلالها تبرز شخصيته، وكلمة التربية هي نتاج ما تعلمه الطفل من مجتمعه المحيط به، تعلم كيف يتعامل مع الحياة الجديدة، والتربية ليست دروس مقننة ونقاط محددة، ولكن تجارب يومية متتابعة وأسلوب تعامل والديه وعائلته ومجتمعه معه، ومن خلال هذه التجارب يستطيع الطفل أن يعبر عن نفسه، التعبير عن ما يحسه من ضيم أو الإحساس بعدم الأمان، ومن هنا تبرز سلوكياته اليومية سواء الحسن منها أو السيئ، سلوكيات العناد والانطواء، سلوكيات فرض الذات على الآخرين، سلوكيات القهر والكبت، وقد يعتقد الوالدين أنها حالة مرضية أو نقص في القدرات الفكرية، وتلك السلوكيات لا تظهر فجأة بل سلسلة مترابطة، كما أنها لا تختفي وتتلاشى في ومضة عين، بل تحتاج إلى متابعة الوالدين، والوقت الكافي لزوالها.
من أخطر وأعقد مراحل تربية الطفل هي التعامل معه في المراحل الأولى من الحياة، وخصوصاً بين السنة الأولى والثالثة من العمر، حيث يتعاملون معه كدمية أو لعبة، وأنه لا يفهم شيئاً، وهم مخطئون في ذلك، فتلك هي مرحلة البناء الأساسية، قادر على الفهم والإدراك، يحس ويتأثر لكل قول أو فعل مهما صغر أو كبر، وقد لا ينتبه الوالدين لفعلهم أو يقدرون قيمة لعبهم أو مزاحهم معه أو مع أخوته، وهذه المرحلة تسمى الطور السلبي ( المرحلة السلبية )، حيث تتواجد العديد من السلوكيات في كل الأطفال بدرجات متفاوتة، وغالباً ما تنتهي قبل سن الثالثة أو بعدها بقليل، ويكون تعامل الوالدين والمجتمع من حوله سبب في زيادتها واستفحالها، أو التخفيف منها.
في هذه المرحلة يبدأ الطفل باكتشاف الذات والتعبير عن نفسه من خلال الحركة والكلمة، والرغبة الذاتية في الملكية الفردية، فنلاحظ أن التعبير بالكلمة في هذه المرحلة تتركز في كلمات مثل ( أنا، لي، حقي، نفسي) كما تتركز لدية الرغبة في امتلاك عواطف الوالدين وعدم الرغبة في مشاركة الآخرين، وقد نلاحظ مقاطعة الوالدين عند حديث احدهم للآخر، والرغبة أن يكون الحديث منه وله فقط.
المرحلة السلبية لها انعكاسات متعددة، فنجد الوالدين منزعجين من طفلهم وتصرفاته، يسبب لهم الضيق والانفعال لما يقوم به من أعمال وتصرفات، فهو عنيد لا يلبي ما يطلب منه، يعمد إلى عصيان الأوامر والطلبات، يسب إحراجاً لوالديه بتصرفاته خصوصاً في الأماكن العامة، فقد يرمي بنفسه على الأرض، أو يقوم بالصراخ والعويل، أو يقوم بتكسير الأشياء التي أمامه، قد يقوم بتلك الأعمال بدون سبب ظاهر سوى جلب الانتباه، وقد تكون وسيلة للضغط على الوالدين لتنفيذ طلباته ورغباته في اللعب أو شراء لعب أو حلوى، وقد يرضخ الوالدين رغبة في إنهاء الموقف والسلامة، وهنا تكمن الخطورة، فقد يتطور الأمر رويداً رويدا، وتزداد الطلبات وما يصاحبها من أعمال غير مرغوبة كوسيلة ضغط، لتكون لدينا طاغية صغير مدلل، يتحكم في والديه ومن في المنزل جميعاً.
ما هي أسباب مشاكل السلوك لدى الأطفال؟
مشاكل السلوك تتواجد في كل الأطفال بدرجات متفاوتة، وغالباً ما تنتهي قبل سن الثالثة أو بعدها بقليل، ويكون تعامل الوالدين والمجتمع من حوله سبب في زيادتها واستفحالها، ومن أهم الأسباب:
· التدليل الزائد عن الحد، كأن يكون الطفل الأول لهما، أو يكون مسبوقاً ببنات إذا كان ذكرا.
· الحماية الزائدة من طرف الوالدين أو أحدهما، بسبب أصابته بمرض أو غير ذلك.
· عدم شعور الطفل بالأمان، وخصوصاً في الأسر كثيرة العدد، أو حصول المشاكل الأسرية
· ولادة طفل جديد في العائلة، مما يعطيه الإحساس بعدم أهميته، من خلال التركيز على المولود الجديد بالرعاية.
· أتباع نظام صارم وشديد في المعاملة كالتوبيخ والضرب
· عدم إعطاء الطفل قدراً كافياً من حرية الحركة واللعب والتعبير
· عدم إعطاء الطفل القدر الكافي من الحنان لانشغال الوالدين بالحياة اليومية والعمل
· تقليد الآخرين وخصوصاً الأطفال في عمره.
هل السلوكيات السيئة من علامات الأمراض النفسية؟
مشاكل السلوك تحدث لدى غالبية الأطفال الطبيعيين بدرجات متفاوتة، وفي مراحل سنية بأشكال مختلفة، وحدوثها لا يعني وجود أمراض نفسية لدى الطفل، ولكن تطور هذه السلوكيات قد يؤدي إلى أمراض نفسية.
هل السلوكيات السيئة من علامات التخلف الفكري؟
مشاكل السلوك لا تعني وجود تخلف فكري لدى الطفل، كما أنها ليست من العلامات المميزة للتخلف الفكري، ولكن لوحظ استمرارية تلك السلوكيات لدى بعض الأطفال المتخلفين فكرياً، ولمعرفة وجود التخلف الفكري يجب ملاحظة مجموعة من العلامات الدالة عليه مثل تأخر النطق، تأخر الحركة والمشي، اضطراب النوم والأكل، عدم اللعب مع الآخرين، وقد يحتاج الأمر إلى عرضه على طبيب الأطفال للوصول للتشخيص المناسب.
العلاج:
يتركز العلاج في الوقاية ومنع المسببات، من خلال معرفة السلوكيات الطبيعية لكل مرحلة عمرية، والتعامل مع السلوكيات الخاطئة بشكل مباشر وقبل استفحالها، وبذلك يمكن الإقلال من خطورتها، ومن أهم النقاط:
· أعطاء الطفل الحب والحنان، من خلال القول والعمل
· أظهار الأحاسيس الخاصة نحو الطفل، وأنه شيء كبير ومهم
· الكلام معه كشخص يستطيع الفهم، وان لم يكن كذلك، فالأحاسيس ستصل له كاملة
· الابتعاد عن التوبيخ والنهر والضرب فهي أساليب عقيمة وغير مجدية
· إذا قام الطفل بأحد السلوكيات غير المرغوب فيها، فيجب عدم الضحك له، كما عدم الالتفات له بل إهماله في وقتها.
· عند حدوث احد السلوكيات غير المرغوب فيها في أحد الأماكن العامة أو في وجود ضيوف في المنزل، فيجب عدم الفزع أو محاولة إرضائه فهو ما يريد، والجميع لديهم أطفال وسيقدرون ما تواجهين.
· عدم تنفيذ طلباته عندما يقوم بأحد السلوكيات غير المرغوب فيها، والتقرب له ومكافئته بعد ذلك
لا يوجد حالياً أي تعليق