قول القائل :
( القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود )
وهذا المثل فيه آفتان :
* الآفة الأولى : أنه يدعو إلى كنز المال وعدم إنفاقه لأن هذا المال سيعود عليه بالنفع فى يوم من الأيام ... وهذا يجعل قلب العبد متعلقاً بالدنيا وحطامها الزائل.
* الآفة الثانية : أنه وصف اليوم بأنه يوم أسود وهذا من التشاؤم الذى نهى عنه النبى صلى الله عليه وسلم .
فالصواب أن العبد إذا أراد أن يدخر جزءاً من ماله تحَسُّباً لأى ظرف طارئ فلا حرج فى ذلك ولكن عليه أن ينزه نفسه من مثل تلك الكلمات.
قول القائل :
( يا مزكّى حالك يبكّى ) ( اللى يصعب عليك يفقرك )
من الناس من إذا رأى رجلاً صالحاً يُخرج زكاة ماله ويتصدق على الفقراء واليتامى ويحب فعل الخير ... فإنه يحاول بشتى الوسائل ليصده عن فعل الخير. ومن بين تلك الوسائل هذا المثل العجيب الشائع بين بعض الناس .
يقول أحدهم :
( يا مزكّى حالك يبكّى ) أو ( اللى يصعب عليك يفقرك )...
أى كأنه يقول : إن المسلم الذى يخرج زكاة ماله يصير حاله مدعاة لبكاء الناس عليه .
وهذا هو نفس الدور الذى يقوم به إبليس فقد قال تعالى :
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
[ البقرة : 268 ]
والصواب : هو أن الذى يخرج زكاة ماله ويتصدق على الفقراء واليتامى ويحب فعل الخيرات هو أسعد الناس، لأن الله يُدخل عليه السعادة ويبارك له فى ماله كما أدخل السعادة على الآخرين وأغدق عليهم بماله .
* وأما الذى يبخل بماله ولا يخرج زكاة ماله فهذا هو الذى يقال له :
( حالك يبكّى )
قال سبحانه وتعالى :
وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
(34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ
[ التوبة : 34 ، 35 ]
ويــالــه من مشهد عظيم ... والسؤال هنا لماذا اختار الله الجبهة والجنب والظهر دون سائر الجسد ؟!
والجواب عن ذلك : أن الفقير كان فى الدنيا إذا ذهب إلى الغنى ليسألـه أن يعطيه ممـا أعطاه الله فإن الغنى يعبس بجبهته فى وجه الفقير .. فإذا تكرر السؤال من الفقير فإن الغنى يعطيه جنبه فإذا ازداد إلحاح الفقير فإن الغنى يعطيه ظهره!! فاختار الله عز وجل تلك المواطن الثلاث التى أعرض بها الغنى عن الفقير ليتعذب بنفس أمواله بعد أن يُحمى عليها فى نار جهنم ... وهذا ما أخبر عنه النبى صلى الله عليه وسلم أيضاً حيث يقول
كما روى مسلم : " ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدى فيها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة صُفحت له صفائح من نار، فأُحمى عليها فى نار جهنم ، فيكوى به جنبه وجنبيه وظهره ، كلما بردت أعيدت عليه ، فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين العباد ، فيرى سبيله ، إما إلى الجنة وإما إلى النار "
صحيح : رواه مسلم
* وأما المشهد الثانى : فإنه يمثل لصاحب المال ماله شجاعاً أقرع ، له زبيبتان، فيطوق عنقه، ويأخذ بلهزمتى صاحبه، قائلا له : أنا مالك، أنا كنزك.
ففى صحيح البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته ، مُثل ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يقول : أنا مالك ، أنا كنزك ". ثم تلا :
وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
[ آل عمران : 180 ]
والشجاع الأقرع : الحية الذكر المتمعط شعر رأسه لكثرة سمه .
والزبيبتــــان : نقتطـــان ســــوداوان فــوق عينى الحية .
( تقبيل النقود عند قبض الراتب أو عند أول بيع ) :
ومن الناس من إذا ذهب لقبض الراتب من المصنع أو الشركة فإذا به يضع النقود على جبهته ويقبلها ... وكذلك من التجار من يُقبَّل أول نقود يأخذها من أول بيع يبيعه فى أول اليوم ...
وهذا كله لا أصل له فى الشرع ... وإنما عليه
أن يحمد الله - جل وعلا - فهو القائل فى كتابه :
لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
[ إبراهيم : 7 ]
( تقبيل الخبز بعد التقاطه من الأرض ) :
*فمن الناس من إذا وقعت منه لقمة على الأرض التقطها ووضعها على جبهته وقبَّلها ... وهذا الأمر لم يرد فى سنة النبى صلى الله عليه وسلم
* فأما أن يصون الخبز ولا يتركه على الأرض فهذا أمرٌ طيب .
وذلك بأن يأخذ قطعة الخبز التى سقطت منه فإما أن يأكلها وإما أن يعطيها لقطٍ أو لكلبٍ أو غير ذلك .
* وقد ثبت ما يؤيد ذلك من سُنة النبى صلى الله عليه وسلم
فقد روى مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
" إذا سقطت اللقمة من أحدكم فليمُط ما بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان "
صحيح : رواه مسلم
( قول القائل : لا حياء فى الدين ) :
أحياناً تجد واحداً من طلبة العلم يريد أن يسأل الشيخ سؤالاً خاصًّا قد يسبب له شيئًّا من الحرج فيقول للشيخ : لا حياء فى الدين فأنا أريد أن أسألك سؤالاً قد يكون فيه شئ من الحرج .
وهذا خطاً ، لأن الدين كله حياء .
والصواب أن يقول الإنسان : لا حرج فى الدين فقد قال تعالى :
وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ
[ الحج : 78 ]
تقبيل اليد إذا أراد أن يشكر الله - جل وعلا - ) :
ومن الناس من إذا جاءته نعمة فأراد
أن يُظهر الشكر لله - جل وعلا -
فإنه يكتفى بتقبيل يده ظهراً لبطن .
وهذا بخلاف سنة النبى صلى الله عليه وسلم .. والصحيح أن العبد إذا جاءته نعمة أو إذا سُئل عن حاله فعليه أن يقول :
( الحمد لله )
وإذا جاءه خبرٌ سارٌ فعليه أن يسجد شكراً لله - جل وعلا - سجدة واحدة بدون تسليم .. فهذا هو هدى النبى صلى الله عليه وسلم .
قول القائل :
( أنا واثق فى نفسى ) ( عندى ثقة فى فلان )
* وهذه عبارة منتشرة بين كثير من الناس .
مثلاً : طالب يقول لزميله : الامتحان غداً فاجتهد فى المذاكرة والصلاة والدعاء
فيرد عليه قائـلاً :
( أنا واثق فى نفسى )
ومثل هذا الإنسان يُخشى منه عدم الافتقار الى الله ولو فى الكلام .
وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول
" لا تكلنى إلى نفسى طرفة عين "
حسن : رواه الحاكم
* فعلى كل مسلم أن يفوض أمره إلى الله وأن يجعل يقينه وثقته فى الله - جل وعلا -
ولسان حاله :
وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ
[ هود : 88 ] .
قول القائل :
( اسم النبى حارسه وصاينه ) :
وهى مقولة منتشرة جداً بين النساء خاصة - إلا ما رحم الله -
فتجد الطفل يلعب أمام أمه فإذا سقط على وجهه قالت :
( اسم النبى حارسه وصاينه )
وهذه المقولة تؤدى الى نسبة النفع والضر لغير الله .
وهذا لا يجوز حتى لو كان المنسوب إليه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
* ثم إننى أسأل سؤالاً : وهل النبى صلى الله عليه وسلم هو الذى يحرص ويصون ؟!!
إن النبى صلى الله عليه وسلم مع علو مرتبته ومكانته لا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً ولا نفعاً .
قال تعالى :
قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ
[ الأعراف : 188 ]
،،،
وقال تعالى :
قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا
[ الجن : 21 ]
فلتحذر نساؤنــا من هذه المقولــة .
قول القائل :
( طور الله فى برسيمه )
قد تجد أحياناً رجلاً يسأل صديقه على رجل آخر فيقول له :
ما رأيك فى فلان ؟
فيرد عليه صديقه ويقول : ألم تجد غير هذا الرجل الغبى
( ده طور الله فى برسيمه )
* وهذا قول خاطئ يجب أن ننزه ألسنتـنا عنه .
وأنا أريد أن أسأل قائل هذه العبارة : هل هناك ثور لله - جل وعلا -
وهناك ثيران للناس .. حيث أنك تشير إلى أن ثور الله يرمز إلى عدم الفهم دون غيره من الثيران .
أيها الأخ المسلم : أليس فى هذا الكلام ســوء أدب
مع الخــالق - جل وعلا -
ثانياً : أنـه لا يجوز أن يغتاب المسلم أخاه المسلم ويصفه بأنه كالثيران
وأنه إنسان قليل الفهم .. فلقد كرم الله هذا الإنسان
فقال تعالى :
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً
[ الإسراء : 70 ]
فهذا الكلام يتنافى مع الأدب الذى ينبغى أن يُراعى بين المسلمين .
( التشاؤم من كثرة الضحك ) :
فمن الناس من إذا ضحك كثيراً تشاءم ويقول
( خيــر اللــهم إجعـلــه خيــر )
فيظن بل ويعتقد أن كثرة الضحك لا بد أن يعقبها الغم والهم والأحزان ..
وهذا اعتقاد باطل لأنه لا شئ يحدث إلا بتقدير الله - جل وعلا - .
* ولكن المقابل فلا بد أن نعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن كثرة الضحك ولكنه لم ينه عن الضحك بل نهى عن كثرته
فقال صلى الله عليه وسلم :
" لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب " .
صحيح : رواه ابن ماجه
( قولهم عن الزواج .. عقد قران )
وهذه من الأقوال الشائعـة بين كثير من الناس .
تأتيك الدعوة لحضور عقد زواج فتقرأ فيها :
( سيتم عقد قران فلان على فلانة )
وهذا من الأخطاء الشائعة لأن القرين هو الذى يصاحبك وأنت كارهٌ له فهل أنت تكره صحبة زوجتك ؟ .. بالطبــع لا .
وكلمة القرين لم تأت فى القرآن إلا مذمومة .
قال تعالى :
وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
(36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ
[ الزخرف : 36 : 37 ]
،،،
وقال تعالى :
وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ
(24) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ
[ ق : 23 - 28 ]
فالـصــــواب أن نـقــــــــول :
( عقد زواج ) ( عقد نكاح ) .
قول القائل :
( لو ربنا نزل لي من السماء مش ها سامحه )
أعاذنا الله من تلك الكلمات التى تجرى على ألسنة بعض الناس .
تجد أحياناً رجلين متخاصمين فتريد أن تًصلح بينهما وإذا بك تجد أحدهما فى قمة العناد لايريد أن يصالح أخاه ولا ان يصالحه أخوه ..
فتقول له : يا أخى الحبيب : الرجل جاء معترفاً بخطئه ويريد أن يصالحك فسامحه .. فيحمر وجهه ويقول :
( والله لو ربنا نزل لي من السماء مش ها اسامحه )
نعـوذ بــالله من ذلـك .
أو يـقول :
( والله لو انطبقت السماء على الأرض مش ها اسامحه )
نعـوذ بــالله من ذلـك .
* من أنت أيها الانسان حتى تقول هذا الكلام ؟
أتدرى من هو الله ؟ إنه فاطر السماوات والأرض الذى قال عن نفسه - سبحانه وتعالى -
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
[ الزمر : 67 ] .
إنه الملك القهار الذى قهر الجبابرة والقياصرة .. إنه العزيز الذى لا يًقهر .. إنه القادر على أن يبعث جنداً من جنوده على أى إنسان متكبر أو جاحد فيهلكه فى غمضة عين .
فاحذر أيها المسلم الكريم من أن تتكلم مثل هذا الكلام عن الملك
- جل وعلا - وكن سهلاً ليناً متسامحاً متواضعاً مع إخوانك المسلمين لتنال الرضوان من الله - جل وعلا - ولتكون أنـت واخوانك فى ظل عرش الرحمن يوم القيامة
ومن ثم يجمعكم الله فى الجنة إخواناً على سُررٍ متقابلين .
قول القائل :
( يــاساتـر يــارب )
فهذا قول خطأ لأنـه لا يجوز أن تصف الله - جل وعلا - بالساتر وذلك لأن الساتر ليس من أسماء الله الحســنى ،
( وإنما الله تعالى سِتـَّير )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله حيى سِتـّير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر "
صحيح : رواه أبو داود .
( تسمية بعض الزهور بــ عباد الشمس ) :
هناك زهرة معروفة لدينا تستقبل الشمس عند الشروق والغروب والناس يسمونها
( عباد الشمس )
وهذا خطأ ولا يجوز ، وذلك لأن الشمس والأشجار بل والكون كله إنما يعبد الله ويسبح بحمده بل ويسجد لله - جل وعلا -
قال تعالى :
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
[ الإسراء : 44 ]
،،،
وقال تعالى :
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء
[ الحج : 18 ]
وإنما يقول عبارة أخرى ليس فيها ذكر العبودية كأن يقول :
( زهرة الشمس أو غير ذلك ) .
قول القائل :
( رب لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ) :
من الـناس من يــقــول إذا أصـيـب بمصيبة :
( رب لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه )
وهذا خطأ لأنه يجوز أن تسأل الله - عز وجل - أن يرد عنك القضاء إذا كان فيه إيلام لك فى نفسك أو بدنك أو ولدك أو غير ذلك .
وفى الدعاء الذى علمه النبى صلى الله عليه وسلم الحسن أو الحسين ليدعو به فى القنوت
" .... وقنا واصرف عنا شر ما قضيت "
وهذا فى قنوت الوتر .
* وبالجملة فهذا الدعاء الذى يقوله بعض الناس :
( رب لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه )
دعاءٌ محرَّمٌ ، ولا يجوز ، وذلك لأن الدعاءَ يَرُدُّ القضاءَ ، كما جاء فى الحديث :
" لا يَرُدُّ القضاء إلا الدعاءُ "
حسن : رواه الترمزى .
وأيضاً كأنَّ هذا السائل يَتحَدْى الله َ ، ويقول : اقض ماشئت ، ولكن الطُف ، والدعاءُ يَنبَغى للإنسان أن يَجْزم به ، وأن يقول : اللهم إنى أسألك أن ترحمنى ، اللهم إنى أعوذ بك أن تعذبنى ، وما أشبه ذلك .
أما أن يقول : لاأسألك رد القضاء ، فما الفائدة من الدعاء إذا كنت لا تسأله رد القضاء ، والدعاء يرد القضاء ؟ فقد يقضى الله القضاء ، ويجعل له سبباً يمنع ، ومنه الدعاء .
فالمهم أن هذا الدعاء لا يجوز ، يجب على الإنسان أن يتجنبه ، وأن ينصح من سمعه بألا يدعو بهذا الدعاء .
قولـه :
( أنا .. وأعوذ بـالله من كـلمة أنـا ) :
فمن الناس من أراد أن يتكلم فإنه يقول :
( أنا .. وأعوذ بالله من كلمة أنا )
ظناً أن كلمة ( أنا ) مكروهة فى كل الأحوال .
وهذا خطأ .. لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال كما فى الصحيحين :
" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر "
وقال كما عند البخارى :
" أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا "
صحيح : رواه البخارى
وروى مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم سأل أصحابه يوماً فقال :
" من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ . قال أبو بكر : أنا . قال : من تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر رضى الله عنه : أنا . قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر رضى الله عنه : أنا . قال : من عاد منكم اليوم مريضاً ؟ قال أبو بكر رضى الله عنه : أنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن فى امرئ إلا دخل الجنة "
صحيح : رواه مسلم
* فكلمة أنـا لا تُكره فى كل الأحوال وإنما تُكره فى حالتين
اثنــتــيــن ألا وهــــمــا :
1 - إذا كان ذلك على سبيل الكبر والإعجاب بالنفس .
2 - إذا كان فى حال الاستئذان .. لأن المسلم عند الاستئذان لا بد أن
يذكر اسمه لصاحب البيت .
ففى الصحيحين : عن جابر رضى الله عنه قال
" أتيتُ النبىَّ صلى الله عليه وسلم
فدققتُ البابَ فقال : ( مَنْ ذا ؟ ) . فقلتُ : أنا ، فقال : ( أَنا أَنا )
كــأنه كــَرٍهَهـــــا " .
متفق عليه : رواه البخارى
لا إله إلا الله ) فى ورقة ، و ( محمد رسول الله ) فى ورقة أخرى عند السفر :
* فمن الناس من يكتب ( لا إله إلا الله ) فى ورقة ثم يعطيها لزوجته أو أمه .. وتقوم هى بالتالى فتكتب فى ورقة أخرى
( محمد رسول الله ) صلى الله عليه وسلم فى ورقة أخرى
فيعطيها الورقة التى كتبها ظناً منهما أن ذلك سيكون سبباً فى عودته من سفره هذا سالماً .. وهذا خطأ كبير لأنه لا يحدث شئ فى الكون كله إلا بتقدير الله عز وجل .
* والصواب أن يقول المسافر لأهله :
" أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه .. "
ومن يودعه يقول له :
" أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك " .
* عن أبى هريرة رضى الله عنه ، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
" من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف : أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه "
صحيح : رواه أحمد
* وقال سالم : كان ابن عمر رضى الله عنهما يقول للرجل إذا أراد سفراً :
ادن منى أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا .
فيقول : " أستودع الله ديـنك وأمانتك وخواتيم عملك "
صحيح : رواه الترمزى .
* ثم عليه أن يقول دعاء السفر وأن يتقى الله فى غربته ليحفظه الله فى أســـرته ويــعود إليهم سالماً غانماً .
كتابة حرف ( ص )
( بين قوسين بدلاً من صلى الله عليه وسلم ) :
* فى الحديث الذى رواه مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
" من صلى علـىَّ صـلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً "
صحيح : رواه مسلم
فمن أراد أن يكتب حديث النبى صلى الله عليه وسلم فعليه أن يكتب لفظ الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم كاملة حتى ينال أجر كل من قرأ الحديث فصلى على النبى صلى الله عليه وسلم
فإن ذلــك يـكــون فى ميــزان حسنــاتــه .
( فلا تحرم نفسك أيها الأخ الحبيب من هذا الثواب العظيم
قول القائل لضيفه :
( ده احنا زارنا النبى صلى الله عليه وسلم ) :
وهذه عبارة منتشرة بين العوام أن الواحد منهم إذا جاءه ضيف عزيز ويـريد أن يرحب به ويشعره بمدى سعادته وسروره لرؤيته فإنه يقول له
( ده احنا زارنا النبى صلى الله عليه وسلم ) .
وهذا الكلام يعتبر من الكذب حتى وإن لم يقصد صاحبه .
روى مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
" عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدى إلى البر ، وإن البر يهدى إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً ، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدى إلى الفجور ، وإن الفجور يهدى إلى النار ، ومايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً "
صحيح : رواه مسلم
وقال النبى صلى الله عليه وسلم :
" أنا زعيم ببيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً ، وبيت فى وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ، وبيت فى أعلى الجنة لمن حسن خُلـقـه "
رواه أبو داود وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع
( فالكذب يُكتب على الإنسان ولو كان مازحاً ) .
قول القائل :
( كل اللى ليه نبى يصلى عليه ) :
وهى عبارة شائعة على ألسنة الناس خصوصاً عند المشاجرات .
يتشاجر أناس مع آخرين فيدخل واحد بينهم يريد أن يهدئ من روعهم فيقول : كفاية ياجماعة .. فإذا استمروا فى المشاجرة قال : يا اخواننا إهدوا ..
( كل اللى ليه نبى يصلى عليه )
وهى عبارة خاطئة تـعبر عن الاستخفاف بمقام النبوة .
* بل وتشعر من خلالها أنه لا يلزم كل الناس الإيمان بكل الانبياء فمن حق كل واحد أن يؤمن بهذا النبى وألا يؤمن بنبى آخر .. وهذا خطأ كبير لأن كل مسلم مطـالب بالإيمان بكل الانبياء .
قال تعالى :
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
[ البقرة : 285 ]
* فمن كـذب رسولاً واحداً فقد كـذب كـل الرسل .
قال تعالى :
وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ
[ هود 59 ]
،،
مع أنهم عصوا رسولاً واحداً ألا وهو هــود عليه السلام
فحكم الله عليهم أنهم عصوا كل الرسل .. لأن من كفر برسول واحد فقد كفر بكل الرسل صلوات الله وسلامه عليهم .
قول القائل :
( أبكى على الزمان اللى عمل القصير شمعدان ) :
قد تجد إنساناً فقيراً ففتح الله عليه وأغناه من فضله فإذا رآه حاسد أو حاقد قال :
( أبكى على الزمان اللى عمل القصير شمعدان ) .
* وهذا فيه اعتراض على قدر الله وسوء أدب
مع الله - جل وعلا -
بل وسوء ظن بالله أنه لم يفعل ذلك لحكمة وأنه يسئ التصرف فى كونه وخلقه فيعطى من لا يستحق ، ويمنع عمن يستحق ، وبأن البشر أعلم بمواقع الفضل من ربهم عز وجل .
ومن المعلوم أن الزمان لا مشيئة له وإنما الذى يشاء هو
الله - عز وجل -
والإيمان بالقدر واجب على كل مسلم فلا يتم للشخص إيمان إلا إذا آمن بالقدر خيره وشره ، واعتقد أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأيقن أن كل شئ مقدر مكتوب .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا يؤمن عبد ، حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله ، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه "
صحيح : رواه الترمزى وصححه الألبانى فى صحيح الجامع
قول القائل :
( الأقــــارب عـقــــارب )
وهذا المثل منتشر بين كثير من الناس .. وهو مثل يحض على قطيعة الرحم .
وقد أمرنا النبى صلى الله عليه وسلم بصلة الرحم وحذرنا من قطيعة الرحم .
قال الله تعالى :
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ
[ محمد : 22 ، 23 ]
،،
وقال تعالى :
وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ
[ الرعد : 25 ] .
* وفى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً او ليصمت "
متفق عليه : رواه البخارى .
* وفى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الله تعالى خلق الخلق حـتى إذا فرغ منهم قامت الرحم ، فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال : نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت بلى ، قال : فذلك لك . "
، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اقــرءوا ان شـئــتم :
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ
* وفى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
" من أحب أن يًبسط الله له فى رزقه ، ويُنسأ له فى أثره فليصل رحمه "
متفق عليه : رواه البخارى .
ومعنى ( يُنسأ له فى أثره ) أى : يؤخر له فى أجـلـه وعمره .
* وفى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
" لا يدخل الجنة قاطع "
( أى قــــــــاطــــــع رحــــــم )
متفق عليه : رواه البخارى .
* ومع ذلك قد تجد شاباً يريد أن يزور عمه ( مثلاً ) فإذا قال لأمه : أنا رايح لعمى .. تقول له : ( عمك ) عــمـى الــدبـب
إنت ماسمعتش المثل اللى بيقول :
( الأقــــــارب عــقــــارب ) .
* أيها الأخ الحبيب : احذر من قطيعة الرحم حتى لو كان هؤلاء الأقارب يسيئون اليك فلا تقابل الإساءة بإساءة بل عليك أن تحسن إليهم .. وإن قطعوا الصلة فــلا تقطــعــها انت .
روى مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رجلاً قال :
" يارسول الله إن لى قرابة أصلهم ويقطعونى ، وأحسن إليهم ويسيئون إلىَّ ، وأحلم عنهم ويجهلون على ، فقال لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك "
وروى البخارى أن النبى صلى الله عليه وسلم : قال :
" ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذى إذا قطـعت رحمه وصلها "
صحيح : رواه مسلم .
قول القائل :
( أنا عـبـد لمأمور )
قد تجد رجلاً يعمل فى إحدى الشركات أو المؤسسات فإذا أمره مديره أو رئيسه فى العمل بأمر ولو كان مخالفاً للشرع فإنه ينفذ أمـره
فإذا ما سألته : ما الذى حملك على ذلك ؟ قال :
( أنا عـبـد لمأمور )
وهــى عـــبـــارة خـــاطــئـــة .
فنحن جميعاً عباد لله - جل وعلا - .
قال تعالى :
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
[ الزاريات : 56 ]
" وعن على رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشاً وأمّر عليهم رجلاً ، فأوقد ناراً وقال : ادخلوها ، فأراد ناس أن يدخلوها ، وقال الآخرون : إنا قد فررنا منها ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للذين أرادوا أن يدخلوها :
( لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة )
وقال لـلآخرين قولاً حسناً وقال :
( لا طاعة لمخلوق فى معصية الله ، إنما الطاعة فى المعروف )
متفق عليه : رواه البخارى .
( التشاؤم من شخص بعينه )
ومن الناس من إذا خرج من بيته فرأى رجلاً فسلم عليه فحدث له حادث فى ذلك اليوم فإنه يربط بين الحادث وبين رؤية ذلك الرجل فيقول :
( أنا اصطبحت بوش مين النهارده ) أو يقول ( وشــك نــحــس )
إلــى غــيـــر ذلـــك .
* وهذا كله لا يجوز ، ولأننا على يقين من أنه لا شئ يحدث فى الكون
إلا بتقدير الله - جل وعلا - .
( التشاؤم إذا انقطع التيار الكهربائى عند قدوم الضيف )
بل ومن الناس من يتشاءم إذا قدم عليه ضيف فانقطع التيار الكهربائى بمجرد دخوله إلى المنزل .. فيقول فى نفسه
( شرارة ) أو ( وشه يقطع الخميرة من البيت ) أو ( ده راجل شؤم )
إلــــى آخــــــره .
* وهذا أيضاً لا يجوز ، لأن النبى صلى الله عليه وسلم نهانا عن التشاؤم فقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم :
" لا طيرة "
أى لا تـــشــــاؤم .
( التشاؤم عند سماع صوت الغراب أو البومة أو الحدأة )
ومنهم من يتشاءم عند سماع صوت البومة أو الغراب أو الحدأة ويقول :
( ياترى من الذى سيموت اليوم ؟ ) أو ( ياترى هايحصل لنا إيه ؟ )
وهذا كله لا يجوز ، لأن النبى صلى الله عليه وسلم نهانا عن التشاؤم والتطير فقال صلى الله عليه وسلم :
" الطيرة شرك "
[ صحيح رواه أبو داود ، والترمزى ، .. ]
فإنه لا يحدث شئ فى الكون كله إلا بتقدير الله - جل وعلا - .
قول القائل :
( كُتر السلام يقل المعرفة )
ومنهم من يعتقد أن كثرة السلام تقل المعرفة .. وهذا فهم خاطئ فإن النبى صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بإفشــاء السلام وأخبرنا بأن إفشــاء السلام من أعظم الأسباب التى تنشر المحبة والمودة بين المسلميــن .
روى مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
" والذى نفسى بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم "
صحيح : رواه مسلم
،،
وفى الحديـث :
" إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه ، فإن حالت بينهما شجرة أو حائط أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه "
صحيح : رواه أبو داود ، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع
،،
وفى الحديـث :
" إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
صحيح : رواه الترمذى ، وصححه الأبانى فى صحيح الجامع
وقد كان ابن عمر رضى الله عنه يخرج إلى السوق لا يشتري ولا يبيع وإنما ليسلم على الناس .
وكان الصحابي إذا فرق بينه وبين أخيه حجر أو شجر ثم التقى به ألقى السلام عليه مرة أخرى .
* فإفشــاء السـلام ينشر المحبة بين المسلمين بل ويزيد من حسنات العبد .
قال عمران بن حصين رضى الله عنه : جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : السلام عليكم ، فردَّ عليه ، ثم جلس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عَشْرٌ ) ، ثم جاء رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فرَّد عليه ، ثم جلس ، فقال : ( عِشرون ) ، ثم جاء آخر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرَّد عليه ، فجلس ، فقال : ( ثلاثون ) .
صحيح : رواه أبو داود ، وهو فى السلسلة الصحيحة
قول القائل :
( امسك الخشب !!!! )
قد تجد طالباً يجلس مع صديقه فإذا ما سأله صديقه :
عملت إيه فى البكالوريوس ؟ وإذا به يقول له : امسك الخشب أنا نجحت بإمتياز ...
* وقد تجد آخر استلم وظيفة فى مكان مرموق فإذا سأله أحد :
هل وجدت وظيفة ؟ وإذا به يقول : إمسك الخشب .. أنا اشتغلت فى وظيفة مرموقة .
وهذا اعتقـاد فاسد .. أن يعتقد الإنسان أن كلمة امسك الخشب هي من تدفع عنه العين والحسد .
بل ينبغي على الإنسان أن يرقي نفسه دائمــاً
وعلى الإنسان إذا ما رأى نعمة على أخيه أن يقول
( ماشاء الله اللهم بارك )
قال تعالى :
وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
[ الكهف : 39 ]
وقال صلى الله عليه وسلم للصحابي الذي عان الآخر :
(( ألا بـرَّكـت ))
صحيح : رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني رحمه الله فى صحيح الجامع .
( ياشمس ياشموسة خذي سنة الننوسة وهاتي سنة العروسة )
ومن الإعتقادات الخاطئة المنتشرة بين كثير من الناس أن الواحد منهم إذا سقطت ( سِنة ) أو ( ضرس ) من فم ولده الصغير فإنه يقول له : إذا أردت أن يخرج مكانها سِنة أجمل منها فخذ السنة التي سقطت وارم بها فى عين الشمس وقل :
( يا شمس ياشموسة خذي سنة الننوسة وهاتي سنة العروسة )
فيعتـقـد الطـفل أن الشمـس هي التي تخلق الأسنان .. وهذا اعـتـقاد شركي وذلك لأن الله هو الخالق البارئ - جل وعلا - والشمس خلق من خلقه تسـجـد لله - جل وعلا - .
قال تعالى :
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء
[ الحج : 18 ]
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" يا أبا ذر ! هل تدري أين تذهـب الشمس إذا غـابت ؟ فإنها تذهب حتى تأتى العرش ، فتسجدَ بين يدي ربها ، فتستأذنُ فى الرجوع ، فيأذنُ لها ، وكأنها قد قيل لها : ارجعي من حيث جئت ، فتطلُع من مغربها ، فذلك مستقرُّها "
لا يوجد حالياً أي تعليق