[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وا.. تعليماه". فجر الأستاذ فهمي البابلي مدرس أول الرياضيات قنبلة من العيار الثقيل بقوله انه يعتبر ان إعطاء الدروس الخصوصية مال "سحت" ويرفض رفضاً باتاً هذه المذلة وتلك المهانة التي يتعرض لها المدرس ليل نهار داخل شقق الطلبة والطالبات أو أي "سنتر" ولهذا فإن صاحبنا استخار الله سبحانه وتعالي ثم باع "الحتتين الدهب" واشتري توك توك بالتقسيط. وأخذ يعمل عليه بعد مواعيد المدرسة!
الأستاذ "الفلتة" في مادته كما يقول تلاميذه بل موجهوه وزملاؤه.. يستيقظ مع أذان الفجر وبعد الصلاة يتوجه إلي المدرسة ليحضر طابور الصباح في السابعة إلا ربع. وبانتهاء اليوم الدراسي يركب "التوك توك" ويظل كالنحلة حتي التاسعة مساءً. فيعود إلي بيته بما رزقه الله. وإن كان يحمد خالقه علي نعمة الستر. وتلبية احتياجات أسرته. إلا ان في حلقه مرارة بطعم العلقم من المصير البائس الذي وصل إليه حاله. عندما أصبح مربي الأجيال مجرد سائق علي وسيلة مواصلات. أقل ما توصف به هو انها "وضيعة" أو ان أحسنا الكلام وجملناه لقلنا "متواضعة"!
ما الذي دفع هذا الرجل لمثل هذا التصرف. ولماذا لم يمش في ركب زملائه من "حيتان" الدروس الخصوصية هل هو الحرام فقط. لا أعتقد.. وإنما الحقيقة المرة هي ان هذا الرجل رفض ان يصبح علمه مجرد "سلعة" تباع وتشتري داخل الشقق. فليس من أجل هذا تعلم. وذاكر. وكافح حتي حصل علي مؤهله العالي وانما فعل ذلك ليكون قدوة ومربياً للاجيال. خاصة وهو يعشق هذه المهنة وهو بالفعل كذلك بشهادة الجميع!
وإذا كان هذا الرجل المهدر علمه علي "جادون" التوك توك قد استطاع ان يوفر وسيلة لاطعام أفواه أسرته فكيف بغيره وهم آلاف ماذا يفعلون وكيف يتصرفون وهل يعملون علي "ميكروباصات" بالنفر مثلاً؟!
وأنا بالفعل أعرف بعض المدرسين الأفاضل الذين يعملون علي ماكينة "الكاشير" في المحلات لسد النقص البالغ في احتياجات أسرتهم ومتطلبات الأبناء التي لا ترحم. ورأيت بعضهم وقد تمني ان تبتلعه الأرض خجلاً عندما رأي أحد طلابه أمامه في المحل الذي يعمل به ولعن اليوم الذي تعلم فيه وأصبح مدرساً!
من أجل ذلك - وغيره كثير - أدعو للمرة الألف والمليون إلي إعادة النظر بشكل حقيقي وفعلي وواقعي إلي "إشباع" المعلم. فهو "طاقة الأمل والنور" للنهوض. وإلا فلا!
الأستاذ "الفلتة" في مادته كما يقول تلاميذه بل موجهوه وزملاؤه.. يستيقظ مع أذان الفجر وبعد الصلاة يتوجه إلي المدرسة ليحضر طابور الصباح في السابعة إلا ربع. وبانتهاء اليوم الدراسي يركب "التوك توك" ويظل كالنحلة حتي التاسعة مساءً. فيعود إلي بيته بما رزقه الله. وإن كان يحمد خالقه علي نعمة الستر. وتلبية احتياجات أسرته. إلا ان في حلقه مرارة بطعم العلقم من المصير البائس الذي وصل إليه حاله. عندما أصبح مربي الأجيال مجرد سائق علي وسيلة مواصلات. أقل ما توصف به هو انها "وضيعة" أو ان أحسنا الكلام وجملناه لقلنا "متواضعة"!
ما الذي دفع هذا الرجل لمثل هذا التصرف. ولماذا لم يمش في ركب زملائه من "حيتان" الدروس الخصوصية هل هو الحرام فقط. لا أعتقد.. وإنما الحقيقة المرة هي ان هذا الرجل رفض ان يصبح علمه مجرد "سلعة" تباع وتشتري داخل الشقق. فليس من أجل هذا تعلم. وذاكر. وكافح حتي حصل علي مؤهله العالي وانما فعل ذلك ليكون قدوة ومربياً للاجيال. خاصة وهو يعشق هذه المهنة وهو بالفعل كذلك بشهادة الجميع!
وإذا كان هذا الرجل المهدر علمه علي "جادون" التوك توك قد استطاع ان يوفر وسيلة لاطعام أفواه أسرته فكيف بغيره وهم آلاف ماذا يفعلون وكيف يتصرفون وهل يعملون علي "ميكروباصات" بالنفر مثلاً؟!
وأنا بالفعل أعرف بعض المدرسين الأفاضل الذين يعملون علي ماكينة "الكاشير" في المحلات لسد النقص البالغ في احتياجات أسرتهم ومتطلبات الأبناء التي لا ترحم. ورأيت بعضهم وقد تمني ان تبتلعه الأرض خجلاً عندما رأي أحد طلابه أمامه في المحل الذي يعمل به ولعن اليوم الذي تعلم فيه وأصبح مدرساً!
من أجل ذلك - وغيره كثير - أدعو للمرة الألف والمليون إلي إعادة النظر بشكل حقيقي وفعلي وواقعي إلي "إشباع" المعلم. فهو "طاقة الأمل والنور" للنهوض. وإلا فلا!
جريدة الجمهورية