[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اذا قلنا لكم من أنتم ؟ وما عملكم ؟ فماذا نريد منكم لتحققوا هذين الغرضين معا ؟
1ـ استشعار المسؤولية
وبدون هذا لا يدرك المدرس منـزلته ورسالته ، ولا يؤدي عمله ومهمته ، ولذلك المنهج الإسلامي ينشأ في على أن الإنسان مسؤول بين يدي الله - عز وجل - ، لكننا عندما ننظر الى التخصيص نجد أن التخصيص قد ورد في أمور بعينها ومنها العلم كما في الحديث المعروف: ( لا تزول قدما عبد حتى يسأل من أربع ... – ومنها- عن علمه ماذا عمل به (
ومعلوم أيضا أن أول ثلاثة تسعر بهم النار يوم القيامة منهم الذي علم ليقال عالم . ولم يعلم بالإخلاص ، والقيام بالمهمة والمسؤولية كما أراد الله - سبحانه وتعالى -عن أبى الدرداء – رضي الله عنه - أنه كان يقول: " إني لأخشى في يوم القيامة أن يقول لي الله -عز وجل - : يا عويمر، فأقول : لبيك يا رب، فيقول: ما عملت فيما علمت ؟.
فعندما يستشعر المدرس مسئوليته حينئذ يمكن أن يعول عليه كثيرا باذن الله - عز و جل - .
2ـ الأمانة العلمية
وهذا يقتضي منه أمور كثيرة ومنها :
أ- الإتقان في مجال التخصص وفي مادته العلمية ؛ فإن هذا من أعظم الأمور المعينة على القيام بمهمته ، فلا بد أن يستزيد دائماً ، وأن يراجع دائماً ، وأن يبحث كثيراً ، وأن يحاول دائما أن يكون متمكناً تمكناً جيداً في تخصصه .
ب - ما أعلنه النبي – صلى الله عليه وسلم - أمام الصحابة وأمام الملأ من المسلمين عندما جاءه سائل يسأله عن الساعة ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : ما المسئول عنها بأعلم من السائل؟ و لا حرج اذا سئل عما لا يعلم أن يقول : لا أعلم فهذه من الأمانة العلمية.
ج- أن يقبل من طلابه ومن زملائه ما قد يلفتون نظره إليه من خلل أو خطأ فيما قاله أو فيما أرشد إليه وهذا أمر مهم جداً .
3 ـ مسئوليته عن علمه
فهو المسئول عن صيانته هذا العلم وحفظه .. بعض المدرسين - و هذا يحصل كثيرا بسبب التكرار ، و بسبب الأمور والأوضاع الإدارية والفنية التي يمر بها المعلم - يتخرج من جامعته فيبدأ بالتدريس و بدلا من أن يستزيد من علمه إذا به يتآكل علمه ، لأنه كان يدرس في الجامعة موضوعات كبيرة ، و كتب كبيرة ، ومسائل دقيقة ، فلما جاء إلى التدريس جاء الى مستوى معين من الطلاب ينبغي أن يعطيهم بقدر ما هو مقرر في المنهج ، وبقدر عقولهم وإفهامهم ، فنـزل إلى مستواهم ، وبقي معهم ، وضيع كل ما أخذه من العلم ما ليس في هذه المناهج ، مع السنوات انتهى أمره إلى أنه أصبح متخصص في هذه الكتب ، بمعنى أنه إذا صح التعبير مع التحفظ و الاعتذار للمعلمين ، مثله مثل الطالب الذي يتمرس في المنهج ، لو أن طالب درس المنهج و رسب أعاده مرة ثانية أو درس دروس خصوصية أو كذا ، يقولون : هذا طالب معيد يعني عنده خبره ، يمكن أن يكون مدرس مثل المدرس ، ولا فرق بينه و بين المدرس الذي ذكرنا وصفه ، لماذا ؟ لأنه حصر نفسه في هذا الجانب ، لذلك ينبغي للمدرس أن لا يكون بهذا الأمر .
4ـ التواضع ولين الجانب
الحقيقة في بعض الأحوال تجد المدرس يفتعل الهيبة والوقار ، وهما أمران مهمان للمدرس ولشخصيته ، لكنه يظنها أو يتصور هذه الهيبة وذلك الوقار والاحترام بصورة خاطئة ، فلا يمكن أن تفتر شفتاه عن ابتسامة ، ولا يمكن أن يأتي إلا مقطب الجبين ، مكشّر الوجه ، ولا يسمع منه الجاد والحاد في الوقت نفسه .
ويرى الطالب حينئذ أنه أمام عقبة صعبة شديدة قاسية مغلفة ، فلا يمكن أن يكون هناك واصل بينما التواضع ولين الجانب له أثره الكبير في أداء المهمة التعليمية والتربوية والسلوكية التي أشرنا إليها ، لذلك بعض المدرسين القدماء أحيانا يوصون بعض زملائهم الجدد : إحذر أن تقول كلام هين ، ولا تصاحب طالباً ، ولاتقدم أي صورة من صور التواضع و اللين .. و هذا خطأ .
5ـ الصبر
وهذه معاني كلية معروفة . كنت بالأمس مع أحد المدرسين و نتناقش حول ما قد يطرح في هذا الموضوع ، فكان يقول لي : " الصبر هو الذي يحل كل المشكلات المتعلقة بالمعلمين و بعملية التعليم " ، والحقيقة إن أكثر الناس احتياجا للصبر هم المعلمون لأنهم يواجهون البلادة ، ويواجهون الجهالة ، ويواجهون الحماقة ، ويواجهون أحياناً الصلافة ، و كل هذه المعاني يواجهها المدرس إضافة إلى مواجهة العناء والتعب والإرهاق.
وأنا أعلم أن المدرسين سيقولون : لماذا لا يكون هناك حديث عن هذا المدرس الذي يقف خمس حصص أو خمس ساعات في كل يوم ، ومهمته أن يبدأ حصته بالكلام ، و ينهيها بالكلام طول الوقت ، ومهمته بعد ذلك أن يكتب ، وأن يسأل ، وأن يعاقب ، وأن يراقب ، وأن يدقق إلى غير ذلك ، كل هذا لنا فيه وصفة واحدة وهي الصبر ، ولذلك جعل الإيمان شطران : شطر شكر، وشطر صبر ، والنبي – صلى الله عليه وسلم - قد بين عظمة الصبر في هذا المعنى.
والحقيقة أن الصبر أيضا فن ، لأن الطلاب أحيانا يتنافسون في كيفية إخراج المدرس عن صوابه ، و إغضابه وامتحانه في سعه صدره و حلمه ، ونعلم من القصص الكثيرة و ليس الموضوع موضوع الصبر.
وهكذا فمسألة الصبر حقيقة أيضا أمر مهم جداً في هذا الجانب.
6- القدوة
و أمرها عظيم وواسع ، ونعني بها القدوة في المجالات كلها ، القدوة في الناحية العملية ، والسلوكية ، والفكرية ، والمظهرية .
مسالة القدوة في المدرسين مسألة مهمة جداً لأن أعين الطلاب معقودة بمعلمهم ومدرسهم ، وخاصة في سن الصغر في المرحلة الابتدائية ، والمتوسطة ، وحتى الثانوية .
7 - التجديد والابتكار
كثيراً ما يكون النظام التعليم يصبغ المعلم بالتكرار ، وأنا أعلم بعض المعاناة عند المدرسين وأسوقها وأوافق كثير منهم في بعض هذا القول ، المعلم المطلوب منه نظاما أن يحضّر ما يمسى بكراس التحضير ، أو دفتر التحضير وهذا يراه بعض المدرسين أمر شكلي لا قيمة له ، وأمر يفعلونه كما يفعل الطالب الواجب المقرر عليه من المدرس ، فكما يراه ثقيلاً يراه المدرس ثقيلاً ، وكما يسأل الطالب عن واجبه ، يعلم المدرس أنه سيسأل عن دفتر تحضيره ، وبالتالي يكتبه متثاقلا ، ثم المطلوب في كل عام أن يجدد هذه الكراس - وإن كانت المادة نفسها والمنهج نفسه - ، ثم أيضا نظام أن هناك درجات على الأسئلة الشفهية ، والاختبارات الشهرية ونحو ذلك ، فهذا الروتين يجعل المدرس كالآلة قد حفظ المنهج حفظاً ، من كثرة ما ردده في كل مرة ، وفي كل عام ، وفي كل فصل ، وفي كل مادة ، لا يأتي بأي شيء جديد ، ولا يأتي بأي أسلوب يغيّر الملل عن نفسه هو أولاً ، ثم عن طلابه ثانياً ، ومن هنا نجد أن المدرس إذا كان على هذا الوصف تجده دائما مهموماً مغموماً ، لأنه يكرر كل شيء ، و التكرار مع الاستمرار لا شك أنه شيء قاتل ، وأمر محطم للمعنويات ، وأيضاً مبلّد للأفكار ، فالمدرس عندما يكرر يصبح ليس عنده مجال للتجديد والابتكار .
ومعلوم حتى في منهج النبي – صلى الله عليه وسلم - كيف كان يلقّن الصحابة و يعلّمهم .. يتكلم كلام بطيء ، لو شاء العادّ أن يحصيه لأحصاه ، يكرر القول ثلاث مرات حتى يفهم عنه ، ومرة يبدأهم بالسؤال حتى يستثير الأذهان ، وأحياناً يبدأهم بالمعلومة ، ويطلب منهم الاستنتاج ، وأحيانا يستخدم الوسائل التعليمية من الخطوط والتشبيهات أو الأمثال .
وأحيانا يستغل موقف معين مع أصحابه ليلفت نظرهم الى قضية من القضايا التعليمية أو التربوية وأمثلة هذا كثيرة.
فلماذا لا يستخدم المدرس هذه الطرائق وهذه الأساليب ؟ لماذا لا يغير أحيانا بعض الأنماط ؟ لماذا لا يجعل هناك صورة من صور المشاركة مع الطلاب أو مع بعض الطلاب ؟ لماذا لا يغير أحياناً وإن كان في هذا بعض الأحوال قضايا إدارية أو نظامية تعوقه ، ولكن يمكن بقدر الاستطاعة أن يفعل بعض هذه الأمور .. أن يخرج طلابه – مثلاً - من الفصل ليعطيهم الدرس في الهواء الطلق في بعض الاحوال .
هي صورة من صور التغيير تبعث في نفسه الجد والنشاط ، وكذلك تبعث في طلابه وتجعله مدركا لمهمته وغايته ، بدلاً من أن يكون مكرراً لنفسه ، وهذه قضية مهمة جداً .
8 ـ المشاركة مع الطلاب
وهذا أمر مهم ، وهو متعلق بشيء من التجديد والابتكار ، ولكنه يستحق أن يفرد وحده.
دائما قضية المشاركة في الأعمال البشرية تعد من الأمور المهمة عندما تكون مهمة المدرس أن يلقي درسه من أول الحصة إلى آخرها ، لا يجعل هناك مشاركة للطلاب ؛ فإنه يفقد كثيراً من الإيجابيات العظيمة والمهمة في الوقت نفسه .
فوائد المشاركة مع الطلاب
الفائدة الأولى : لها فوائد في بناء الشخصية ، في تقدير الطالب واحترامه عندما يشارك برأيه ، أو بانتقاده أو بإجابة سؤال ، أو بإبداء الرأي ، وهذه تنمي فيه شخصيته ، وتعطيه منزلته و قدره و احترامه ، بدلاً من أن يقول للطالب : اسكت .. لا تتكلم .. لا تلتفت .. لا تنظر ، كأنما هو شيء لا قيمه له .
الفائدة الثانية : أن يجد المدرس تقويم عمله ؛ فعندما يسأل الطلاب ، وعندما يشاركهم سيجد النتيجة هل فهموا أم لم يفهموا ؟ هل تفاعلوا أم لم يتفاعلوا ؟ هل أعجبوا أم لم يعجبوا ... إلخ .
الفائدة الثالثة : أنه يستطيع أن يميز الفروق بين هؤلاء الطلاب ؛ فيرى الجيد ، ويرى من عنده مواهب ، و يرى من عنده طموحات ... إلخ .
بينما قضية الإلقاء ؛ و هي صورة واحدة من صور التعليم ، هذه تفقد المدرس هذه المشاركة المهمة ، والتي لها أثر كبير جداً في هذا الجانب .
الفائدة الرابعة : تلمّس ما عندهم من العيوب و الخلل والمشكلات في الوقت نفسه في بعض الاحوال هذه المشاركة مهمة إلى حد كبير .
9 ـ العلاقات خارج إطار الفصل - أي مع الطلاب - ؛ وكما قلت الموضوع متشعب ، وقد يكون هناك جانب العلاقة مع المدرسين بعضهم ببعض ، ومع الإدارة ، ومع المنهج وأشياء أخرى كثيرة ، لكن اخترت ما أرى أنه يصلح أن يكون أمر عام كلي .
هنا العلاقات مع الطلاب خارج الفصل ، وهي تشمل أمور كثيرة منها العلاقات من خلال الأنشطة ، وهذه الأنشطة الطلابية هي أصلاً أمور مقررة نظامياً ، لكنها أحيانا تكون بمثابة الحبر على الورق ، وأحيانا عندما تنفذ تكون بمثابة الصورة الشكلية . المطلوب من المدرسة أن يكون عندها جمعية دينية ، وجمعية كشفية وعلمية ، والمدير مكلف بهذا يصدر قرار " المدرس الفلاني هو المسؤول عنها " والمدرس المكلف بذلك يصدر قراراً باختيار مجموعة من الطلاب و يمضي الأمر دون أن يكون هناك أي فائدة لا للمدرس ولا للطلاب .
العلاقة الأخرى العلاقة الشخصية غير النشاط ، فالعلاقة الشخصية التي يعبر فيها المدرس جسوراً بينه وبينه طلابه ليحقق محبتهم ، وارتباطهم به ، واتباعهم له ، وتأثرهم بتوجيهاته ، بمعنى أن يعتبر طلابه مدعوون يمارس معهم الدعوة ، والوعظ والإرشاد ، وحلول المشكلات .
قد يظن بعض المدرسين أن هذا عبء على عبء ، و يرى بعض المدرسين إذا كلف بنشاط كأنما ألقى فوقه صخرة من الصخور ، مع أنه لو نظر نظرة أخرى لرأى أن هذا تجديد و تنفيس و تغيير للخط الذي يحيط به أثناء التعليم.
فأقول مهمة الأنشطة يتحرر فيها الطلاب من الهيبة ، التي قد تكون أحياناً متكلفة بين الطالب ومعلمه ، وفي الفصل يتحرر منها الطلاب من إطار المنهج والتدريس ، يتحرر الطلاب من الخوف من خصم الدرجات ، ومن الخوف من الاختبارات ، فيبدون مشاعرهم ، وتستطيع أن تكتشف ما عندهم ، ثم تستطيع أن تمارس ما ذكرته من مهنتك و رسالتك في الشطر الاول من الحديث الذي فيه منـزلتك ومهمتك في هذه العملية التعليمية ، وكذلك العلاقات الشخصية من أبوابها.
10 - التغلب على الأمور الإدارية والروتينية ؛ فكثيرا ما يشكوا المدرسين من أن العبء الدراسي الذي عليهم كبير النصاب التعليمي ، والذي هو في حده الأعلى (24) حصة أسبوعية بالنسبة للمدرسة ، أي بمعدل (5) حصص في كل يوم و هي عبء كبير .
ثم العبء الآخر الذي يشكو منه المدرسين و هو بعض الأمور التي لها جوانب إيجابية وكذلك سلبية ، مثلاً الاختبارات الشهرية هي لا شك انها أساليب لتقويم الطلاب ، ولإلزامهم بالمراجعة والدراسة ، لأنهم لا يراجعون ولا يدرسون غالباً ، إلا إذا اضطروا إلى ذلك تحت قهر وجبر الاختبارات ، في الوقت نفسه هي تشكل للمدرس عبء هائل ، لأنه في كل فصل - مثلاً - عدد الطلاب 25 طالباً ، و هو يدرّس 5 فصول ، أو 6 فصول ، فيكون عدد الطلاب حوالي 300 طالب و هذه إحصائيات أحيل المدرسين فيها الى كتابات الطنطاوي ؛ فإنه يأتي فيها بالارقام و التفصيلات بصورة أدبية جميلة ، ثم عنده عدد من المواد ، و كل طالب في الاختبارات هذه يكتب صفحتان أو ثلاثة ، فإذا حسبت هذه الصفحات أو حسبت المواد و متى سيقرأها.
أقول : هذه الأعباء - لا شك - أن هناك دراسات ومطالبات بإعادة النظر دائما في الأمور المتعلقة بالطريقة التعليمية ، وبالمناهج وبالأساليب التربوية ، إلى غير ذلك لكن التفسير منوط بالمدرسين أكثر من غيرهم ؟
لأنهم أكثر عدداً ، لأنهم لو أرادوا لكانوا أقوى صوتاً ، ولأنهم أكثر ممارسة ، فيمكن أن يقدموا ما يفصح عن الأسلوب الأمثل أو الأفضل في بعض ما يرونه يحتاج الى تقويم .
لكن الشق الاخر نحن في واقع عملي ، أقول : لو أراد المدرس أن يخفف هذا العبء فكيف يفعل ؟
أ- هناك أمور متعلقة بالناحية النفسية والإيمانية ؛ فعندما يستحضر المدرس أنه يؤجر على ذلك ويثاب ، وأنه يكتب له بهذه الأعمال على كثرتها حسنات عند الله - عز وجل - لا شك أبداً أن هذا مما يخفف العبء عن المعلم المسلم .
ب- عندما يشعر أنه من خلال هذا يسهم في هذه المهمة العظيمة ، و هي المهمة التربوية التوجيهية لهذا الجيل ، الذي يريد أن يكون باذن الله جيل نافع صالح لهذه الأمة الإسلامية في مستقبلها القريب قبل البعيد ، لا شك أن هذا يهون عليه أيضاً.
ج - هناك أمور فنية تقسم إلى قسمين :
1- أمور فنية في الإتقان أو التجديد والإبداع ، فهذا دفتر التحضير عندما ينظر إليه المدرس هناك ما يسمى بمفكرة المدرسة ، والأهداف العامة ، وطريقة العرض ، لو أنه كان دائماً حريصاً على التجديد والابتكار والاستزادة من كتب أخرى ، ومن أساليب تربوية جديدة ، ومن بحوث تنشر أو قضايا تثار حول هذه المعاني ، لاستطاع دائما أن يجد عنده جديد يفيد به نفسه ، ولا يصبح عمله مكرر من العمل الجيد ، العمل الجديد يقبل عليه الإنسان بنشاط لأنه يأمل فيه شيء جديد يرى فيه بعداً جديداً لم يكن في الذي قبله .
2- وهناك شق آخر و يسميه بعض المدرسين شق تحايلي ، و هو أن يخفف العبء بصورة عملية ذكية . فطريقة الأسئلة التي يميل إليها كثير من المدرسين خاصة في الاختبارات الدورية تعتمد على أن لا يتيح الطلاب الفرصة في إكثار الكلام والكتاب بل السؤال جوابه كما يقال : " كلمة ورد غطاها " حتى يخفف عن نفسه العبء ، ولكن بأسلوب علمي يستطيع أن يكتشف فهم الطالب وقدرته .
الاستفادة من التقنيات الحديثة كالكمبيوتر ، حتى يرى بعض المدرسين هذه الأمور صعبة عندما يكون عنده الخبرة في الكمبيوتر ، يستطيع أن يضع الأسئلة ، ويضع البرامج المنهجية في فقرات معينة ، ويصحح وكذا في وقت وجيز .
د - بعض المدرسين يلجئون إلى طرائق تبادلية مع بعض المدرسين للتخفيف من هذه الأعباء .
كل هذا حسن بحيث لا يكون هناك تفريط من المدرس في واجبه ولا تقصير منه في هذا الواجب لماذا ؟ لان المدرس هو قدوة وهذا واجب عليه من قبل الجهة التي كلفته بهذه المهمة ، وهو يفرض على طلابه واجبات فكيف يريد أن يؤدي الطلاب واجباتهم ، وهو لا يؤدي واجبه هذه قضية لا بد أن يلتفت إليها المدرسون ، ويحاولوا قدر الاستطاعة أن يستفيدوا منها ، ثم يفيدوا في مجال التغيير لمثل هذه لما يرون أنه قاصر في العملية التربوية التعليمية .
11 ـ أن الذي يراد من المدرس هو أن يكون المقدم لكل خطأ
لأن المهم هو الأساس في العملية التعليمية ، فإذا كان في المناهج نقص أو فيها خلل ، أو فيها من لفتات أو أخطاء ، فالمعول على تصحيح ذلك هو المعلم ، وإن كان في الطلاب وطريقة تلقيهم للعلم خطأ ، وطريقة نظرتهم إلى العلم خطأ ، وطريقة استفادتهم من العلم خطأ ،
فالمعول على إصلاح ذلك هو المعلم ، وإذا كان النظام التعليمي نفسه هو في حد ذاته فيه أخطاء أيضا يمكن أن يكون المقوم أو الذي يصحح هذه الأمور هو المعلم .
و هنا سيقول المدرسون و المعلمون : تطلب منا ، وتطلب منا ، و لا تطلب من الآخرين ! أقول نعم المفروض أن تكون العناية بالمعلم هي في التربية على كل المستويات سواء في قطاعات التعليم ، أو في قطاعات الدولة ، أو في قطاعات النظر إلى العلماء ، أو في قطاعات الاقتصاد أو في قطاعات السياسة والاجتماع.
المعلم هو الذي له أكبر الأهمية في هذا الجانب ، لكن ينبغي أن تكون وسائل الإعلام تخدم العملية التعليمية ، ينبغي أن تكون الصحافة والبحوث والمؤتمرات والتوجيهات كلها تخدم هذا الجانب ، أقول : نحن نطالب المعلمين بما هو في أيديهم ، و بما هو يكون قريب منهم باذن الله - عز و جل - ، و نحن في آخر الأمر نرى أن كل ما نريده من المعلمين وما يضيفه غيرنا هو مطلوب منهم ، وهو مؤمل فيهم ، وهو مرجو إن شاء الله أن يثابوا عليه إذا أخلصوا النية لله.
منقول للفائدة
لا يوجد حالياً أي تعليق